قرفان

   في أعداد سابقة من صحيفة "البيرق"، نُشرت قصيدة "قرف" للشاعر شربل بعيني، يضمّنها ثورته على الذين يتاجرون بالكلمة والإنسان. وفي ما يلي قصيدة للزميل شوقي المسلماني بعنوان "طليان"، هي ردّ على "قرف" وتتمّة لها في آن واحد:
ـ1ـ
صارتْ قصّتنا قصّه
عَ كلّ شَفّه وكلّ لسانْ
والغصّه بعدا غصّه
من يوم الـ كنّا بلبنان
يوحنّا ما لُو خِصّه
ومحسن داير عَ النّسوان
قصّوا الشجره من نصّا
وقالوا بالتمّ المليانْ:
هيدي شغله من بّرَّا
عِملوها بوم وغربانْ
وْطلع الحقّ عْلَى الطّليانْ!
ـ2ـ
يا شربل خَفِّفْ عنَّكْ
ما تْعِيدا كلمة قِرفانْ
شو بدّن منّي ومنَّكْ
أسياد الحُكم بلبنانْ
عَ طول يْبَيِّنْ سنَّكْ
عُمرَك ما تغفَى زِعلانْ
وانْ هجمولَك عَ قِنَّكْ
وما خلّوا قِرقَه وْصِيصَانْ
قِلُّنْ بِالتِّم الْملْيَانْ:
واللـه عِمْلوها الطِّليانْ!
ـ3ـ
والطّاحونِه الْـ عَمْ بِتْعِنّْ
سامِعهَا ربّ الأكوانْ
مِنْقُولاَ عَ رُمح وْسِنّْ
نحنا الأبطال بْلُبنانْ
في عِنَّا شْعِير وْكِرْسَنّ
وْعَمْ نِطْحَنْ صَخْر الصّوّانْ
والطّاحُونِه ما بِتْكِنّْ
إِلاَّ عَ لَحم الأبْدَانْ
بَين الإِنْس وبَين الجِنّ
صرنا مَسْخرة الأَزْمَانْ
يا زَعامِه وْيا أخيارْ
بِتْبِيعُونا الْفِجل خْيَارْ
وْبتْقولوا: شَغْلِة طِلْيَانْ!
ـ4ـ
يا ستّار.. ويا لَطِيفْ
عَ الجِرْدَون وعَ السّعْدَانْ
عنّا سِيفْ وْعنّا لِيفْ
وما عرفنا نخلق إنسانْ
من بَرّا مْوَلّف توليفْ
ومن جُوَّا زفت وْقطرانْ
بينْ الْخِسِّه والتّزْيِيفْ
ضاعوا عْيارات الميزانْ
البُطل بْيِمْشِي مِتْل نْضِيفْ
العدل مْطَيْشَرْ بالبلدانْ
وكل خْرَيِّطْ وِخْرَيْطَانْ
يْقِلَّكْ: حَقّك عَ الطّلْيَانْ
ـ5ـ
وما دام الخَوْخَه بِتْصِيرْ
أَكبَر منْ كُوز الرّمّانْ
وِالْعَنْزِه السّودَا بِتْطِيرْ
فَوق رْبُوعَك يا لُبْنَانْ
شَعْبَك رَحْ يِبْقَى تِعْتِيرْ
الْحاكِم لَوْ أَيّاً مَنْ كَانْ
خنزير مْسنسَل خنزيرْ
أو دِيبْ الغابِه الفِلْتَانْ
الشّعب اللّي عقلو جنزير
حطّلوا قَشّ وبلاّنْ
بِتْقِلّلُو: سِر الحرْمانْ
إِقْطاعِي.. وإبن فليتانْ
عم بيتاجر بالأديانْ
ما بْيِفْهَم إِلاَّ.. الطّليانْ!
ـ6ـ
يا شربل.. رح بختِمها
عقلي من القِصّه تلفانْ
لكن مش رح إكتِمْهَا
كلمه.. أَقْوى من بُركانْ
بدَّك تِشْتِمْهَا.. اشْتِمْهَا
أُمِّه.. بْيِحْكِمْها الْخِصْيَانْ
لكن ما تقِلّلي بلبنانْ
خِربِتْ عِمْرِتْ.. طلْعِتْ نِزْلِتْ
كلّ الْحَقّ عْلَى الطِّليانْ!!
البيرق، العدد 678، 17 تمّوز 1993.
**